للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقوله تعالى (ولا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) أي: وكفوراً.

وكقوله تعالى (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لبعولتهن أو آبائهن) والمعنى وآبائهن.

وكقوله (أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم) يعني وبيوت آبائكم.

وقيل: معنى ذلك قلوبكم لا تخرج عن أحد هذين المثلين، إما أن تكون مثل الحجارة في القسوة وإما أن تكون أشد منها في القسوة.

قال ابن جرير: ومعنى ذلك على هذا التأويل: فبعضها كالحجارة قسوة وبعضها أشد قسوة من الحجارة، ورجحه ابن جرير.

(وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ) أي: تتدفق منها الأنهار الغزيرة.

(وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ) أي: ومن الحجارة ما يتصدع إشفاقاً من عظمة الله فينبع منه الماء.

(وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) أي: ومنها ما يتفتت ويتردى من رؤوس الجبال من خشية الله.

• قال بعض العلماء في قوله (مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) هو سقوط البرد من السحاب، لكن هذا تأويل بعيد، وخروج عن اللفظ عن ظاهره بلا دليل، وزعم بعضهم أن إسناد الخشوع إلى الحجارة من باب المجاز، ولكن هذا قول ضعيف، قال القرطبي: ولا حاجة إلى هذا، فإن الله تعالى يخلق فيها هذه الصفة.

كما في قوله تعالى (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).

<<  <  ج: ص:  >  >>