وأما الغضب الأول فسببه كفرهم بعيسى -صلى الله عليه وسلم-، ويدخل في ذلك أيضاً عبادتهم العجل، وتضييعهم التوراة، وقولهم عزير ابن الله، وقولهم يد الله مغلولة، وقولهم: إن الله فقير ونحن أغنياء.
• قال ابن الجوزي: في قوله تعالى (بغضب على غضب) خمسة أقوال:
أحدها: أن الغضب الأول لاتخاذهم العجل، والثاني: لكفرهم بمحمد، حكاه السدي عن ابن مسعود وابن عباس.
والثاني: أن الأول لتكذيبهم رسول الله، والثاني: لعداوتهم لجبريل.
والثالث: أن الأول حين قالوا (يد الله مغلولة) والثاني: حين كذّبوا نبي الله، واختاره الفراء.
والرابع: أن الأول لتكذيبهم بعيسى والإنجيل، والثاني: لتكذيبهم بمحمد والقرآن.
والخامس: أن الأول لتبديلهم التوراة، والثاني: لتكذيبهم محمداً -صلى الله عليه وسلم- قاله مجاهد.
(وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ) أي: عقوبة.
(مُهِينٌ) أي: ذو إهانة وإذلال، لما كان كفرهم سببه البغي والحسد ومنشأ ذلك التكبر قوبلوا بالإهانة والصغار في الدنيا والآخرة كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) أي: ذليلين حقيرين، ومن إهانتهم أن يقال لهم (قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ).