وأيضاً للهداية مرتبة أخرى وهي الهداية يوم القيامة إلى طريق الجنة وهو الصراط الموصل إليها. [مدارج السالكين: ١/]
ومن ذلك الهداية إلى العلم والتعلم، فكم من الناس لا يسلكون طريق العلم وطلبه، وكم من الناس سلكوا هذا الطريق ولم يستمروا عليه.
وكم ممن تعلم ولم يفوق، بل يقال له: ليتك ثم ليتك ما علمتَ.
وكم من الناس من ينشغل بالمفضول عن الفاضل، وينشغل بالمباحات والإكثار منها.
وأيضاً نحتاج للهداية في الأمور المستقبلية، فالمسلم بحاجة إلى سؤال الهداية في كل لحظة، فالأمور والعوارض والقضايا الدينية والدنيوية تمر عليه كل ساعة، فهو بحاجة إلى معرفة الحق فيها.
وأيضاً المسلم بحاجة للهداية عند احتضاره وفي قبره قال تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة).
وأيضا بعد موته في يوم القيامة ثم إلى منزله في الجنة قال تعالى (والذين قتلوا في سبيل الله سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم) أي سيهديهم إلى الجنة وإلى أماكنهم فيها ".
• فيه دليل على استحباب سؤال الله الهداية دائماً وأبداً، فإن المسلم محتاج لها.
قال ابن تيمية: أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة [اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين]، فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته وترك معصيته، فلم يصبه شر لا في الدنيا ولا في الآخرة.
وقال رحمه الله في موضع آخر: ورأس هذه الأدعية وأفضلها قوله [اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين] فهذا الدعاء أفضل الأدعية وأوجبها على الخلق، فإنه يجمع صلاح العبد في الدين والدنيا والآخرة.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى) رواه مسلم.