للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - أنه يجب على الإنسان أن ينصح للناس. وإن أوجب ذلك إعراضهم عنه؛ لقوله تعالى (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما فتنة فلا تكفر) فإذا كانت عندك سلعة رديئة، وأراد أحد شراءها يجب عليك أن تُحذِّره.

٩ - أن من أعظم أنواع السحر: التفريق بين الرجل وزوجته، لقوله: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) وهذا يسمى بالعطف والصرف.

١٠ - أن ما يقع من تأثير السحر، إنما يقع بأمر الله وإرادته، لقوله تعالى: (وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ).

١١ - أن الأسباب وإن عظمت لا تأثير لها إلا بإذن الله.

١٢ - الإشارة إلى أنه ينبغي للمسحور أن يلجأ إلى الله، وأن يسأله رفع ما نزل به بصدق وإخلاص وضرورة.

١٣ - أن السحر ضرر على الساحر كما هو ضرر على غيره، وإن ظن الساحر أنه ينتفع بذلك، وأنه يكسب من ورائه، فإن هذا الكسب خبيث، ولهذا قال: (وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ).

١٤ - تقبيح ما حصل من هؤلاء من تعلم السحر، حيث قال: (وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ).

١٥ - أن هؤلاء الذين اختاروا تعلم السحر وأهلكوا أنفسهم به، كانوا من أجهل الناس.

١٦ - سعة فضل الله وإحسانه وكرمه، فهؤلاء الذين عتوا وبغوا على الخلق بما يتعلمونه من السحر، بعْرض الله عليهم أن يؤمنوا ويتقوا حتى يكون لهم المثوبة، وهذا أنموذج من نماذج سعة الله وفضله.

١٧ - أن ما عند الله من الثواب خير مما يحصل في الدنيا من المكاسب، وهذا ظاهر بالأثر والنظر، أما الأثر فقد بين الله في غير آية أن الآخرة خير من الدنيا، فقال تعالى: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها) رواه البخاري

١٨ - أن هؤلاء الذين تعلموا السحر - مع علمهم بأن من اشتراه لا خلاق له في الآخرة - من ذوي الجهالة وكأنهم لا يعلمون، لذا قال: (لو كانوا يعلمون).

١٩ - الحث على العلم والعمل به، وإن لم يعمل بعلمه فهو كالجاهل بل أشد قبحاً من الجاهل.

قال ابن القيم: لو نفع العلم بلا عمل لما ذم اليهود.

<<  <  ج: ص:  >  >>