قال الطبري: قوله تعالى (وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ .. ) تعريض من الله تعالى بأهل الكتاب، أن الذي آتى نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين به من الهداية تفضلاً منه، وأن نعمه لا تدرك بالأماني، ولكنها مواهب منه يختص بها من يشاء من خلقه.
قوله تعالى (من يشاء) قال الشيخ ابن عثيمين: وليُعلم أن كل شيء علّقه الله بالمشيئة فإنه مقرون بالحكمة، أي: أنه ليست مشيئة الله مشيئة مجردة هكذا تأتي عفواً، لا، بل هي مشيئة مقرونة بالحكمة، والدليل على ذلك قوله تعالى (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) فلما بيّن أن مشيئتهم بمشيئة الله بيّن أن ذلك مبني على علم وحكمة.
(وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ) أي: ذو العطاء الزائد عما تتعلق به الضرورة، ومعنى (ذو) صاحب.
(الْعَظِيمِ) أي: الواسع الكثير، فالعِظم هنا يعود إلى الكمية وإلى الكيفية.
• فالله هو صاحب الإحسان والفضل على عباده كما قال تعالى (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ).
• قال الطبري: وأما قوله (والله ذو الفضل العظيم) فإنه خبر من الله جل ثناؤه عن أن كل خير ناله عباده في دينهم ودنياهم، فإنه من عنده ابتداء وتفضلاً منه عليهم من غير استحقاق منهم ذلك عليه.
• قال السعدي: ومن فضله عليكم إنزال الكتاب على رسولكم، ليزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة، ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون، فلله الحمد والمنة.