وثالثها: الأجل، قال تعالى (وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كتاب مَّعْلُومٌ) أي أجل.
ورابعها: بمعنى مكاتبة السيد عبده، قال تعالى (والذين يَبْتَغُونَ الكتاب مِمَّا مَلَكَتْ أيمانكم).
(لا رَيْبَ فِيهِ) الريب هو الشك مع القلق فهو أخص من الشك.
فالقرآن لا شك ولا ريب أنه موحى من عند الله، كما قال تعالى (تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين).
والقرآن لا شك أنه يبعث على عدم الريب والشك.
والقرآن لا شك ولا ريب أنه واقع موقعه.
والقرآن لا يتضمن أموراً تبعث على الريب والشك.
والقرآن لا يوجد فيه متناقضات.
والقرآن لا ريب فيه وإن ارتاب فيه المرتابون.
• قال ابن الجوزي: قوله تعالى (لا رَيْبَ فِيهِ) واختلف العلماء في معنى هذه الآية على ثلاثة أقوال.
أحدها: أن ظاهرها النفي، ومعناها النهي، وتقديرها: لا ينبغي لأحد أن يرتاب به لإتقانه وإحكامه.
ومثله (ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء) أي: ما ينبغي لنا.
والثاني: أن معناها: لا ريب فيه أنه هدىً للمتقين.
والثالث: أن معناها: لا ريب فيه أنه من عند الله، قاله مقاتل في آخرين.
• قال السعدي: لا ريب فيه: ونفي الريب عنه يستلزم ضده، إذ ضد الريب والشك اليقين، فهذا الكتاب مشتمل على علم اليقين، المزيل للشك والريب، وهذه قاعدة مفيدة: أن النفي المقصود به المدح، لا بد أن يكون متضمناً لضده، وهو الكمال، لأن النفي عدم، والعدم المحض لا مدح فيه.
فيه دليل على أنه لا ينبغي للمسلم أن يرتاب في هذا الكتاب، لأن كل ما فيه من منهج الله محفوظ منذ لحظة نزوله إلى قيام الساعة.