عن عمر -رضي الله عنه- أنه سأل عبد الله بن سلام عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال (أنا أعلم به مني بابني، قال: ولم؟ قال: لأني لست أشك
في محمد أنه نبي وأما ولدي فلعل والدته خانت. فقبل عمر رأسه).
وقيل: كما يعرفون أبناءهم من بين أبناء الناس كلهم، لا يشك أحد ولا يمتري في معرفة ابنه إذا رآه من أبناء الناس كلهم.
• فإن قيل: لم خص الأبناء الذكور؟
الجواب: لأن الذكور أعرف وأشهر وهم بصحبة الآباء ألزم وبقلوبهم ألصق.
(وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ) أي: ومع هذا التحقق والإتقان العلمي ليكتمون الحق وما في كتبهم من صفة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وعلى القول الثاني يكتمون الحق في أمر القبلة.
(وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أن محمد على الحق ومع هذا كتموه.
• فيه تحريم كتم العلم والحق، وأن من فعل ذلك ففيه شبه من اليهود.
• قال السعدي: فالعالم عليه إظهار الحق، وتبيينه وتزيينه، بكل ما يقدر عليه من عبارة وبرهان ومثال، وغير ذلك، وإبطال الباطل وتمييزه عن الحق، وتشيينه، وتقبيحه للنفوس، بكل طريق مؤد لذلك، فهؤلاء الكاتمون، عكسوا الأمر، فانعكست أحوالهم.
(الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) أي: ما أوحاه الله إليك يا محمد من أمر القبلة هو الحق الثابت.
(فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) أي: فلا تكونين من الشاكين.