وقال -صلى الله عليه وسلم- (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً) متفق عليه.
وقال -صلى الله عليه وسلم- (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً) رواه مسلم.
• وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته يبادرون للخيرات.
فقد ثبت في البخاري عن عقبة بن الحارث قال (صليتُ وراء النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمدينة العصر، فسلم ثم قام مسرعاً فتخطى رقاب الناس إلى بعض حُجَر نسائه، ففزع الناس من سرعته، فخرج عليهم، فرأى أنهم قد عجبوا من سرعته، قال: ذكرت شيئاً من تِبْرٍ عندنا، فكرهت أن يحبسني فأمرت بقسمته)[التبر: قطع ذهب أو فضة].
وعن ربيعة بن كعب قال (كنت أبيت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سلني، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود) رواه مسلم.
قال ابن القيم: … كما كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتنافسون في الخير ويفرح بعضهم ببعض باشتراكهم فيه، بل يحض بعضهم بعضاً، وهي نوع من المسابقة، وقد قال تعالى:(سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض).
وعن عبد الله بن عمرو (أن رجلاً قال: يا رسول الله! إن المؤذنين يفضلوننا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قل كما يقولون، فإذا انتهيت فسل تعط) رواه أبو داود.