وقال: من أراد أن ينال محبة الله فليلهج بذكره.
وقال: وكل شيء له صدأ، وصدأ القلب الغفلة والهوى، وجلاؤه الذكر والتوبة.
وعن عكرمة: أن أبا هريرة كان يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة ويقول: أسبح بقدر ذنوبي.
وقال ابن السماك: رأيت مسعراً في النوم، فقلت: أي العمل وجدت أنفع؟ قال: ذكر الله.
وقال أحمد بن حنبل: صحبت هشيْماً أربع سنين أو خمس، ما سألته عن شيء إلا مرتين هيبة له، وكان كثير التسبيح بين الحديث، يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، يمد بها صوته.
وقال رياح القيسي: لي نيف وأربعون ذنباً، قد استغفرت لكل ذنب مأئة ألف مرة.
وقالت رابعة العدوية لصالح المري: يا صالح، من أحب شيئاً أكثر من ذكره.
وعن ابن عون قال: ذكر الناس داء، وذكر الله دواء.
وعن ميمون بن سياه قال: إذا أراد الله بعبده خيراً: حبب إليه ذكره.
وعن ذي النون المصري: ما طابت الدنيا بذكره، ولا طابت الآخرة إلا بعفوه، ولا طابت الجنان إلا برؤيته.
(وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) أي: اشكروا لي أيها المؤمنون فيما أنعمت عليكم من الإسلام، والهداية للدين الذي شرعته لأنبيائي وأصفيائي (ولا تكفرون) أي: ولا تجحدوا إحساني إليكم، فأسلبكم نعمتي التي أنعمت عليكم، ولكن اشكروا لي
عليها، أزيدكم فأتمم نعمتي عليكم.
• والشكر: هو القيام بطاعة المنعم اعترافاً بالقلب، وثناء باللسان، وطاعة بالأركان.
وفي ذلك يقول الشاعر: أفادتكم النعماءُ مني ثلاثةً … يدي ولساني والضمير المحجبا
فنعمة العين: أن لا ينظر بها إلا فيما يرضي الله، وشكر نعمة اليد أن لا يبطش بها إلا فيما يرضي الله، وشكر نعمة الرجِل أن لا يمشي بها إلا فيما يرضي الله، وشكر نعمة المال: أن لا يستعين به ويصرفه إلا فيما يرضي الله.