• قال البغوي: سبب نزول هذه الآية أنه كان على الصفا والمروة صنمان إساف ونائلة، وكان إساف على الصفا ونائلة على المروة، وكان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة تعظيما للصنمين ويتمسحون بهما، فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام كان المسلمون يتحرجون عن السعي بين الصفا والمروة لأجل الصنمين فأذن الله فيه وأخبر أنه من شعائر الله.
فكان الناس يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، لأن الناس كانوا في الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة لصنمين كانا عليهما، فلما جاء الإسلام وتركوا الأوثان والأصنام تحرجوا من الطواف بهما، فنزلت هذه الآية.
وعلى هذا يكون النفي هنا لدفع ما وقع في نفوسهم من التحرج، وليس لبيان أصل الحكم.
وقال بعض العلماء: أنهم كانوا يقولون: إن طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية، وقال آخرون من الأنصار: إنما أمرنا بالطواف بالبيت، ولم نؤمر بالطواف بين الصفا والمروة فأنزل الله (إن الصفا والمروة من شعائر الله).
(وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً) قيل: يطوف بينهما في حجة تطوع أو عمرة تطوع، وقيل: المراد تطوع خيراً في سائر العبادات.
• قول من قال (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً) أي: زاد في طوافه بينهما على قدر الواجب فهو ضعيف.
(فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ) هو أن يثيبه الثواب الجزيل من عمله القليل، فإنه يعطي العبد ويوفقه لما يشكره عليه، ويشكر القليل من العمل والعطاء فلا يستقله أن يشكره، ويشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة، وإذا ترك له شيئاً أعطاه أفضل منه، وإذا بذل له شيئاً ردّه عليه أضعافاً مضاعفة.
لما عقر سليمان الخيل غضباً له إذ شغلته عن ذكره، فأراد ألا تشغله مرة أخرى، أعاضه عنها متن الريح.