• قوله تعالى (فِي سَبِيلِ اللَّهِ) حث على الإخلاص، أي: لأجل دين الله ورفعته.
عن عبد الله بن قيس قال (سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله). متفق عليه
لا يذكر في القرآن الكريم لفظ (القتال) أو (الجهاد) إلا وهو مقرون بعبارة (سبيل الله) وذلك يدل على أن الغاية من القتال غاية مقدسة نبيلة، هي (إعلاء كلمة الله) لا السيطرة أو المغنم، أو إظهار الشجاعة، أو الاستغلال في الأرض، وقد وضح هذه الغاية النبيلة قوله -صلى الله عليه وسلم- (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله).
(الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ) ليصدوكم عن دين الله.
وفي هذا أن الذين يقاتَل هو من يقاتل المسلمين حقيقة أو حكماً، ممن يساعدون على ذلك بالمال والرأي ونحو ذلك، وأما من لا يقاتل فإنهم لا يقتلون كالنساء والصبيان والشيوخ والرهبان.
عن بريدة. أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول (اغزوا في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الوليد). رواه مسلم
وعن ابن عمر (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى امرأة مقتولة في بعض مغازيه، فأنكر قتل النساء والصبيان). متفق عليه
(وَلا تَعْتَدُوا) الاعتداء: مجاوزة الحد المباح، أي قاتلوا في سبيل الله، ولا تعتدوا في ذلك.
ويدخل في ذلك ارتكاب المناهي من المثلة والغلول كما سبق في الحديث ( … ولا تغدروا، ولا تغُلّوا، ولا تُمثّلوا … ).
ومن الاعتداء أيضاً: ابتداء القتال في الأشهر الحرام، وفي الحرم.
لقوله تعالى (يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ).
وقال تعالى (وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ).
(إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) تعليل للنهي عن الاعتداء.