والدليل على أنه غير مخلوق: قوله تعالى (ألا له الخلق والأمر) فجعل الأمر غير الخلق، والقرآن من الأمر لقوله تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا) وقوله سبحانه (ذلك أمر الله أنزله إليكم).
٨ - وجوب الإيمان بجميع الكتب المنزلة.
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: الإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بأن نزولها من عند الله حقاً.
الثاني: الإيمان بما علمنا اسمه منها باسمه: كالقرآن الذي نزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-، والتوراة التي أنزلت على موسى، والإنجيل الذي أنزل على عيسى، والزبور الذي أوتيه داود -عليه السلام-، وأما ما لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالاً.
الثالث: تصديق ما صح من أخبارها، كأخبار القرآن، وأخبار ما لم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة.
الرابع: العمل بأحكام ما لم ينسخ منها، والرضا والتسليم، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم قال الله تعالى (وأنزلنا إليك الكتاب مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه).
٩ - فضل الإيمان باليوم الآخر (من الموت والبعث والجنة والنار وعذاب القبر ونعيمه وغيرها).
• قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: لأن الإيمان بالله هو الذي يبعث على العمل، ولهذا يقرن الله دائماً الإيمان بالله وباليوم الآخر.
١٠ - أن ربوبية الله تكون خاصة وعامة، وقد اجتمعا في قوله تعالى عن سحرة فرعون (آمنا برب العالمين. رب موسى وهارون).
١١ - أن الفلاح مرتب على الاتصاف بما ذكر، فإن اختلت صفة منها نقص من الفلاح بقدر ما اختل من تلك الصفات.