• وقال ابن عاشور: المراد بالطيّبات خيار الأموال، فيطلق الطيِّب على الأحسن في صنفه. والكَسب ما يناله المرء بسعيه كالتجارة والإجارة والغنيمة والصيد.
ويطلق الطيّب على المال المكتسب بوجه حلال لا يخالطه ظلم ولا غشّ، وهو الطيّب عند الله كقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (من تصدق بصدقة من كسب طيّب ولا يقبل الله إلاّ طيّباً تلقّاها الرحمن بيمينه) الحديث.
وفي الحديث الآخر (إنّ الله طيّب لا يقبل إلاّ طيّباً).
(وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) أي: ومن طيبات ما أخرجنا لكم من الحبوب والثمار.
• ويشمل النبات والمعادن والركاز.
(وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) أي: ولا تقصدوا الرديء الخسيس فتتصدقوا منه.
• قال ابن الجوزي: وفي الخبيث قولان:
أحدهما: أنه الرديء، قاله الأكثرون، وسبب الآية يدل عليه.
والثاني: أنه الحرام، قاله ابن زيد.
(وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ) أي: لستم تقبلونه لو أعطيتموه.
(إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) أي: إلا إذا تساهلتم وأغمضتم البصر.
• الإغماض أخذ الشيء على كراهة.
(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ) عن كل ما سواه، غني في نفسه لكثرة ما عنده، غني عن خلقه، كما قال تعالى (فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) له ملك السموات والأرض، وخزائن السموات والأرض كلها بيده، كما قال تعالى (وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) وقال تعالى (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)، فخزائنه عز وجل ملأ، لا يغيضها كثرة الإنفاق، وليس بحاجة إلى خلقه، لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، وكل شيء فقير إليه. (وقد تقدم مباحث الغنى).
(حَمِيدٌ) اسم من أسماء الله، قال ابن جرير: أي محمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه، وبسط لهم من فضله.