(الْمُسَوَّمَةِ) أي: المعلّمة، كما قال ابن عباس.
• وفي المسومة ثلاثة أقوال:
أحدها: أنها الراعية.
واختاره السمرقندي، وابن جزي، وابن عاشور.
قال ابن قتيبة: يقال: سامت الخيل، وهي سائمة: إذا رعت، وأسمتها وهي مسامة، وسومتها فهي مسوَّمة: إذا رعيتها.
والثاني: أنها المعلمة.
وبه قال ابن عباس، وبه قال قتادة، واختاره الزجاج (وفي معنى المعلمة ثلاثة أقوال: أحدها: أنها معلمة بالشية، وهو اللون الذي يخالف سائر لونها، روي عن قتادة. والثاني: بالكي، روي عن المؤرج. والثالث: أنها البلق، قاله ابن كيسان).
والثالث: أنها الحسان.
وإلى هذا القول ذهب عكرمة ومجاهد، ورجحه الطبري والسيوطي.
والرابع: أي المعدة للجهاد.
وهو مروي عن ابن زيد.
لكن هذا القول فيه نظر، لأن إعداد الخيل للجهاد في سبيل الله من أمور الدين، وليس من قبيل أمور الدنيا التي زينت للناس، فهذا القول فيه نظر بيّن.
• ولهذا قال الطبري: وأما الذي قاله ابن زيد من أنها المعدة في سبيل الله، فتأويل من معنى المسومة بمعزل
والراجح أن الأقوال الثلاثة الأولى كلها محتملة، لأن اللفظ يحتملها، وهذا ما اختاره القرطبي فقال: قلت: كل ما ذكر يحتمله اللفظ، فتكون راعية معدة حساناً معلمة لتعرف من غيرها.
(وَالْأَنْعَامِ) وهي جمع نعم، وهي الإبل والبقر والغنم.
(وَالْحَرْثِ) أي: الأرض المتخذة للغراس والزراعة.
• قال القرطبي: قال العلماء: ذكر الله تعالى أربعة أصناف من المال، كل نوع من المال يتموّل به صنف من الناس؛ أمّا الذهب والفضة فيتموّل بها التجار، وأمّا الخيل المسوّمة فيتموّل بها الملوك، وأمّا الأنعام فيتموّل بها أهل البوادِي، وأمّا الحرث فيتموّل بها أهل الرساتيق.
فتكون فتنة كل صنف في النوع الذي يتموّل، فأمّا النساء والبنون ففتنة للجميع.