(الصَّابِرِينَ) أي: في قيامهم بالطاعات وتركهم المحرمات، وعلى أقدار الله المؤلمة.
صبر على طاعة الله: فهو أن يجاهد نفسه على القيام بالطاعة وبالإخلاص بها وإحسانها.
والصبر عن المعصية: لا سيما مع قوة الداعي، فهذا يحتاج إلى صبر شديد، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم- (سبعة يظلهم الله في ظله … ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله).
ومن ذلك صبر يوسف عندما دعته امرأة العزيز.
ومن ذلك الرجل الإسرائيلي الذي كان يراود ابنة عمه عن نفسها، .... فلما جلس منها مجلس الرجل من امرأته قالت له: اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقام عنها وهي أحب الناس إليه.
واصبر على أقدار الله المؤلمة، وهذا كثير، ومنه صبر أيوب، وصبر يوسف عندما ألقاه إخوته في الجب.
• قال الرازي: الصفة الأولى: كونهم صابرين، والمراد كونهم صابرين في أداء الواجبات والمندوبات، وفي ترك المحظورات وكونهم صابرين في كل ما ينزل بهم من المحن والشدائد، وذلك بأن لا يجزعوا بل يكونوا راضين في قلوبهم عن الله تعالى، كما قال (الذين إِذَا أصابتهم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون) قال سفيان بن عيينة في قوله (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ) إن هذه الآية تدل على أنهم إنما استحقوا تلك الدرجات العالية من الله تعالى بسبب الصبر.
قال تعالى (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً).
وقال تعالى (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً).
وقال تعالى (أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا).
وقال تعالى (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ).
وقال تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ).
(وَالصَّادِقِينَ) في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم.