الجرح والتعديل مع شرحها، ثم الحديث عن كتاب "اللسان" ومنهج المؤلف فيه، ومصادره، ومنهج التحقيق ووصف النسخ الخطية المعتمدة.
ويبدو للناظر في هذه الطبعة لأول وهلة أنها الغاية في التحقيق، لما يظهر في حواشيها المسهبة من ذكر المصادر والمراجع وفروق النسخ وشرح الألفاظ الغريبة وما إلى ذلك، لكن الحق يقال: إن الرجوع إلى هذه الطبعة يجب أن يُصاحبه الحَذَر، لكثرة ما فيها من الأخطاء في الشكل، واضطراب المنهج في تصحيح النص، وسقم النسخة التامة الوحيدة المعتمدة في التحقيق.
وتفصيلًا لما أجملت من الملحوظات، أستهلّها بذكر أهم الملحوظات على مقدمة الكتاب المسمّاة "فتح المنان ":
١ - ص ٨ قالوا: إن "اللسان" استوعب كل ما كُتب قبله، وهو من أجمع ما أُلِّف في أسماء المجروحين، وأنه كتاب شامل لكل من تُكُلِّم فيه. وانظرص ١٠ و ٤٤٥.
وهذا الكلام فيه نظر، لأن المؤلف لم يدّع الاستيعاب، ثم إنه اشترط أن لا يذكر أحدًا ممن تُكلّم فيه ممن ترجم له المزي في "تهذيب الكمال". فكيف تصح دعوى الشموليَّة!
٢ - ص ٩ قالوا: إن عدد تراجم "اللسان" بلغت أكثر من ١٥٥٠٠ ترجمة. أقول: هذا رقم كبير جدًّا لا أساس له من الصحة، بل هو وَهَمٌ ظاهر، والسبب في هذا الوَهَم أنهم رقّموا تراجم الكتاب مع إدخال الإحالات والتراجم التي في فصل التجريد، أدخلوها كلَّها في سلك الترقيم المسلسل، وهذا صنيعُ من لا يفقه هذه الصَّنعة. وإلَّا فقل لي بربِّك كيف يصحّ أن يُعدَّ ما ليس من "اللسان" وهي تراجم (فصل التجريد) ضمن تراجم "اللسان"!؟
٣ - ص ١٠ قالوا: إن الحافظ استغرق في تأليف هذا الكتاب ٤٧ سنة