وقال ابن القطان: كان متحقِّقًا بحفظِ مذهبِ مالك ونُصْرتِهِ والذبّ عنه، لقي الكبارَ من أصحابه، ولم يُهْدَ في الحديثِ لرُشْدٍ، ولا حصل منه على شيخ مُفْلح.
وقد اتَّهموه في سماعه من أسد بن موسى، وادَّعى هو الإِجازة. ويقال: إن أسدًا أنكر أن يكون أجاز له.
ومن أغاليطه ما رواه عن أسد بن موسى، أنه حدَّثه عن الفضيل بن عياض، عن علي بن زيد بن جُدْعان، عن سعيد بن المسيب، عن جابر حديث:"اعلموا أن الله قد افترض عليكم الجمعةَ … " الحديث بطوله.
قال ابن عبد البر: أفسد عبدُ الملك إسنادَه، وإنما رواه أسد بن موسى، عن الفضيل بن مرزوق، عن الوليد بن بُكير، عن عبد الله بن محمد العدوي، عن علي بن زيد، فجعل: الفضيلَ بن عياض بدل الفُضَيل بن مرزوق، وأسقط الوليدَ وعبد الله، وهذا فيه ما لا خفاءَ به، وبالله العصمة. انتهى كلامه.
ومن منكراته: عن مطرف اليساري، عن ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد مرفوعًا:"جُعلَتْ الصلواتُ في خير الساعات، فاجتهدوا فيها في الدعاء".
وذكر عياضٌ في "المدارك" أن عبد الأعلى بن وهب رفيقَه في الشورى كان يكذّبه فيما يرويه عن أصبغ وغيره.
قال: وكان أبوه يُعرف بحبيب العَصَّار، كان يستخرج الدُّهن، وكان قد سمع ببلده من صَعْصعة بن سَلَّام (١)، والغاز بن قيس، وزياد بن عبد الرحمن.
(١) في الأصول: "ابن سالم" خطأ، هو ابن سلَّام كما في "ترتيب المدارك" ٤: ١٢٣، وله ترجمة في "تاريخ ابن الفرضي" ١: ٢٤٠، و "الوافي بالوفيات" ١٦: ٣٠٨.