للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان أبو الخطاب علامةً، نزل مصر في ظل مَلِكها إلى أن مات، وقد كان ولي قضاء دانية، فأُتي بزامرِ، فأمر بثَقْب شِدْقه، وتشويه خَلْقه، وأخذ مملوكًا له، فجَبَّه واستأصل أُنثَيَيه وزُبَّه، فرُفع ذلك إلى المنصور مَلِك الوقت، وجاءه النذيرُ، فاختفى وخرج خائفًا يترقّب، فعرّج نحو إفريقيّة وشرّق ثم لم يعد.

وكان قبلُ قد قدم تاجرًا. وسمع من محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، ومن الخُشُوعي، ولما عاد إلى الأندلس، حدّث "بمقامات" الحريري، عن ابن الجوزي، عن المؤلِّف، وليس بصحيح.

وسمع بالأندلس من ابن خَيْر، وابن بَشْكُوال، والسُّهيلي، وجماعة. ثم رأيت بخطه أنه سمع بين السّتين إلى السبعين وخمس مئة من جماعة، كأبي بكر بن خير، واللَّوَاتي، وأبي الحسن بن حُنَين، وليس ينكر عليه.

قلت: بل ينكر عليه كما قدّمنا.

قال: وله تآليفُ تشهد باطلاعه.

قلت: وفي تآليفه أشياءُ تُنْقَم عليه من تصحيح وتضعيف.

ومولده سنة ٥٤٢، أو بعد ذلك.

وقال ابن نقطة: كان موصوفًا بالمعرفة والفضل، إلَّا أنه كان يدّعي أشياء لا حقيقة لها. وذكر أبو القاسم (١) بن عبد السلام قال: أقام عندنا ابن دحية، فكان يقول: أحفظ "صحيح" مسلم و "الترمذي"، قال: فاخذت خمسة أحاديث من "الترمذي"، وخمسة من "المسند"، وخمسة من الموضوعات، فجعلتُها في جزء، فعرضت حديثًا من "الترمذي" عليه، فقال: ليس بصحيح، وآخر فقال: لا أعرفه، ولم يعرف منها شيئًا.


(١) في ط م: وذكر لي ثقة وهو أبو القاسم …

<<  <  ج: ص:  >  >>