للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مات أبو الخطاب في ربيع الأول سنة ٦٣٣، انتهى.

وقد تقدمت الإِشارة إلى أن الكامل عزله بسبب اختلاطه، في ترجمة أخيه عثمان [٥١٥٥].

وفي "تاريخ" ابن جرير، في حوادث سنة ١٢٦: فيها نَدَب يزيد بن الوليد لولاية العراق عبدَ العزيز بن هارون بن عبد الله بن دحية بن خليفة الكلبي، فأبَى. فهذا يدل على غَلَط من زعم أن دحية لم يُعْقِب.

وقال ابن النجار: رأيت الناس مُجْمِعين على كذبه، وضعفه، وادّعائه سماع ما لم يسمعه، ولقاء مَنْ لم يلقه، وكانت أَمَاراتُ ذلك عليه لائحة. وحدثني بعض المصريين قال: قال لي الحافظ أبو الحسن بن المفضَّل، وكان من أئمة الدين، قال: كنا بحضرة السلطان في مجلس عام، وهناك ابن دحية، فسألني السلطان عن حديثِ، فذكرته له، فقال لي: من رواه؟ فلم يحضُرْني إسناده في الحال، فانفصلنا.

فاجتمع بي ابن دحية في الطريق، فقال لي: ما ضَرَّك لَمَّا سألك السلطانُ عن إسناد ذاك الحديث، لِمَ لَمْ تذكر له أيَّ إسناد شئت؟ فإنه ومَنْ حضر مجلسه، لا يعلمون هل هو صحيح أم لا؟ وكنتَ قد رَبِحْتَ قولك: لا أعلم، وتعظُم في عينه وعين الحاضرين، قال: فعلمت أنه متهاون جريء على الكذب.

قال ابن النجار: وذكر أنه سمع كتاب "الصِّلة" لابن بشكوال من مصنفه، وكان القلبُ يأبى سماع كلامه، ويشهد ببطلان قوله، وكان الكامل يعظِّمه ويحترمه، ويعتقد فيه، ويتبرّك به، حتى سمعت أنه كان يسوِّي له المداسَ إذا قام.

قال: وكان صديقنا إبراهيم السنهوري دخل إلى الأندلس، فذكر لمشايخها حالَ ابن دحية وما يدّعيه، فأنكروا ذلك، وأبطلوا لقاءه لهم، وأنه إنما

<<  <  ج: ص:  >  >>