للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القاضي أبي عبد الله بن زَرْقون، أخبرنا به أحمد بن محمد الخولاني، أخبرنا الحافظ أبو ذر الهروي، أخبرني أبو بكر الجَوزقي، أخبرنا أبو حامد بن الشَّرْقي، أخبرنا مسلم.

وهذا إسنادٌ مركب، ولم يسمع أبو ذَرّ من الجوزقي في "صحيح" مسلم على الوجه، وإنما سمع منه أحاديثَ من حديث مسلم، كان الجوزقي يرويها عن ابن الشرقي، وعن مكيّ بن عبدان، عن مسلم. نعم للجوزقي من مكي إجازةٌ، عن مسلم.

وهذا الإِسناد خَفِي على مَنْ لم يعرف طريقة المغاربة في تجويزهم إطلاق "أخبرنا" في الإِجازة، ولا ريب في صحة إجازة كلِّ مَنْ ذُكر في هذا الإِسناد عمن رواه عنه، والله أعلم.

وقد ذكره أبو حيان فقال، ومن خطه نقلتُ: اشتهر بهذه البلاد في أفواه شُبّان المحدّثين، أنه تكُلِّم فيه، ولا يبعُد سماعُه من ابن زَرْقون، فقد سمع من تلك الحَلْبَة، كالسهيلي وغيره، وقد وجدت سماعَه بالأندلس على هذه الطبقة التي فيها ابن زَرْقون.

ورأيُ المغاربة في أبي الخطاب، غيرُ رأي أهل ديار مصر.

ذكره الحافظان المؤرخان، أبو عبد الله الأبار، وأبو جعفر بن الزبير. قال فيه الأبار: كان بصيرًا بالحديث، معتنيًا بتقييده، مُكِبًّا عليه، حسن الخط، معروفأ بالضبط، له حظ وافر من اللغة، ومشاركة في العربيةِ وَسِواها، وله تآليف.

وقال ابن الزبير: كان معتنيًا بالعلم، مشاركًا في فنونه، ذاكرًا للتاريخ، والأسانيد، والرجال، والجرح والتعديل، سُنّيا، مجانبًا لأهل البدع، سَرِيًّا، نبيلًا، عَرَّفني بحاله وحال أخيه أبي عمرو عثمانَ الشيخانِ أبو الخير الغافقي،

<<  <  ج: ص:  >  >>