وقال أبو عمر بن حَيُّويه: كان ابن عقدة يُمْلي مثالبَ الصحابة، أو قال: مثالبَ الشَّيخين، فتركتُ حديثه.
وقال ابن عدي: رأيتُ فيه مجازفات حتى كان يقول: حدَّثَتْني فُلانة قالت: هذا كتابُ فلانٍ قرأت فيه قال: حدثنا فلان، وقال: كان مقدَّمًا في الشيعة. قال ابن عدي: وسمعتُ أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابنُ عقدة لا يَتَدَّين بالحديث، لأنه كان يَحْمِلُ شيوخًا بالكوفة على الكذب، يُسوّي لهم نُسَخًا، ويأمرُهم أن يَرْوُوها، ثم يَرْويها عنهم.
قلت: مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة عن أربع وثمانين سنة، انتهى.
وقال المؤلف في "تذكرة الحفاظ" عقب الحكاية الأخيرة: ما علمتُ ابنَ عقدة اتُّهم بوضع حديث، أما الإِسنادُ فلا أدري.
قلت أنا: ولا أظنه كان يصنع في الإسناد، إلَّا الذي حكاه ابنُ عدي، وهي الوِجادات التي أشار إليها الدارقطني.
وقال أبو علي الحافظ: ما رأيت أحدًا أحفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن عقدة، فقيل له: ما يقوله بعض الناس فيه؟ فقال: لا تشتغل بمثل هذا، أبو العباس إمامٌ حافظ، محلُّه محل مَنْ يُسأل عن التابعين وأتباعهم، فلا يُسأل عنه أحدٌ من الناس.
وقال ابن عدي أيضًا: سمعت أبا بكر الباغَنْديَّ يقول: كتب إلينا ابن عقدة: قد خرج شيخٌ بالكوفة عنده نُسَخ للكوفيين، فقَدِمنا عليه وقَصَدنا الشيخَ، فطالبناه بالأصول فقال: ما عندي أصل، وإنما جاءني ابنُ عقدة بهذه النسخ وقال: ارْوِ هذه يكن لك ذكرٌ، ويَرْحَلْ إليك أهلُ بغداد.
قال ابن عدي: وقد كان ابن عُقدة من الحفظ والمعرفة بمكان. قال: وسمعتُ ابن مُكْرم يقول: كنا عند ابنِ عثمان بن سعيد في بيت، وقد وَضَع بين