للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمور القضاء، أو من جهة ما قيل: إنه أفتى به أبا الجيش من أمر الخِصْيان. قال: وكان يذهب مذهبَ أبي حنيفة، لا يرى لله حَقًّا في خِلافِه.

وقال ابن عبد البر في كتاب "العلم": كان الطحاويُّ من أعلم الناس بِسِيَرِ الكوفيين وأخبارهم وفقههم، مع مشاركته في جميع مذاهب الفقهاء. قال: وسَمعَ أبو جعفر الطحاوي مُنْشِدًا يُنشِد:

إن كنتِ كاذبةَ الذي حدَّثْتِني … فعليكِ إثمُ أبي حنيفة أو زُفَرْ

فقال أبو جعفر: وَدِدتُ لو أن عليَّ إثمَها وأنَّ لي أجرَهما.

وقال الشيخ أبو إسحاق الشِّيرازي في "طبقات الفقهاء": انتهت إليه رياسةُ أصحاب أبي حنيفة بمصر.

وحكى أبو جعفر الطحاوي أن رجلًا من أعيان الناس حضر عند القاضي محمد بن عبدة، فقال في مجلسه: تعرفون أَيْش رَوَى أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أمه، عن أبيه؟ قال أبو جعفر: فَذكرتُ له الحديث بإسناده من وجهين: أحدُهما مرفوعًا، والآخَرُ موقوفًا، قال: فقال لي الرجل: تدري ما تكلَّم به؟ فقلت: ما الخبر؟ فقال: رأيتك العَشِية مع الفقهاء في ميدانهم، ورأيتك الآن في ميدان أهل الحديث، وقلَّ مَنْ يجمع ذلك، فقلت: هذا من فضل الله وإنعامه.

رَوَى عن أبي جعفر ابنُه علي، وأبو محمد بن زَبْر القاضي، وأبو الحسن محمد بن أحمد الإِخْمِيمي، وأبو الحسين محمد بن المظفَّر الحافظ البغدادي، وأبو القاسم سُليمان بن أحمد بن أيوب الطَّبراني، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وأحمد بن القاسم الخَشَّاب، ويوسف بن القاسم المَيَّانَجِي، وأحمد بن عبد الوارث الزجاج، وعبد العزيز بن محمد الجوهري، ومحمد بن أبي بكر بن مَطْروح، ومحمد بن الحسن بن عمر التَّنُوخي وآخرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>