وقال أبو صالح: حدثنا اللَّيثُ، حدثني المَقْبُرِي، عن أبي هريرة ﵁، أن رسول الله ﷺ قال:"لَيَشْفَعَنَّ رجلٌ من أمتي في أكثر من مُضَر، قال أبو بكر: يا رسول الله إن تميمًا من مُضَر، قال: لَيشفعَنَّ رجلٌ من أمتي لأَكثر من تميمٍ ومُضَر، وإنّه أويسٌ القَرَني".
وقال فضيل بن عياض: أخبرنا أبو قُرَّة السَّدُوسي، عن سعيد بن المسيَّب قال: نادى عُمر بِمنًى على المِنْبَر (١): يا أهل قَرَن، فقام مشايخُ، فقال: أفيكم من اسمُهُ أويس؟ فقال شيخ: يا أمير المؤمنين ذاك مجنونٌ، يَسكُنُ القِفارَ والرّمال، قال: ذاك الذي أَعْنيه، إذا عُدتم فاطلبوه وبَلِّغوه سَلامي، فعادوا إلى قَرَن، فوجدوه في الرِّمال، فأَبْلَغوه سلامَ عمر، وسلامَ رسول الله ﷺ، فقال: عَرَّفني أميرُ المؤمنين، وشَهَر اسمي، ثم هام على وجهه، فلم يُوقَف له بعدَ ذلك على أثرٍ دهرًا، ثم عاد في أيام عليّ، فقاتَلَ بين يديه، فاستُشْهد بصِفِّين، فنظروا فإذا عليه نَيّفٌ وأربعون جِراحة.
وقال لُوَين: حدثنا شَرِيك، عن يزيد بن أبي زياد، سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يقول: كنا وقوفًا بصِفِّين، فنادى منادي أهلِ الشام: أفيكم أويس القَرَني؟ قلنا: نعم، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول كذا … يعني يَمدَحُه.
يونس وهشام، عن الحسن قال:"يَخْرُجُ من النار بشفاعة رجلٍ ليس بنبيٍّ أكثرُ من ربيعة ومُضَر"، قال هشام، عن الحسن: هو أُوَيس.
وقال عبدُ الوهاب الثقفي: حدثنا خالد الحذّاء، عن عبد الله بن شَقيق، عن ابن أبي الجَدْعَاء، سمع رسول الله ﷺ يقول: "يَدخُلُ
(١) كتب في ص فوق كلمة (المنبر): ظ -يعني: فيه نظر-، وعَلَّق في الحاشية: "بخط الذهبي هكذا تنظير".