(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ) اللبس الخلط، أي: لم تخلطون الحق بالباطل بإلقاء الشبَه والتحريف.
• قال الرازي: لبس الحق بالباطل فإنه يحتمل ههنا وجوهاً:
أحدها: تحريف التوراة، فيخلطون المنزل بالمحرف، عن الحسن وابن زيد.
وثانيها: إنهم تواصوا على إظهار الإسلام أول النهار، ثم الرجوع عنه في آخر النهار، تشكيكاً للناس، عن ابن عباس وقتادة.
وثالثها: أن يكون في التوراة ما يدل على نبوته -صلى الله عليه وسلم- من البشارة والنعت والصفة ويكون في التوراة أيضاً ما يوهم خلاف ذلك، فيكون كالمحكم والمتشابه فيلبسون على الضعفاء أحد الأمرين بالآخر كما يفعله كثير من المشبهة.
ورابعها: أنهم كانوا يقولون محمداً معترف بأن موسى عليه السلام حق، ثم إن التوراة دالة على أن شرع موسى عليه السلام لا ينسخ وكل ذلك إلقاء للشبهات.
(وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ) أي: وتكتمون ما في كتبكم من صفة محمد -صلى الله عليه وسلم-.