والوعظ هو التذكير بالعواقب لترق القلوب، ومن أوصاف القرآن أنه موعظة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) قال ابن
عطية رحمه الله تعالى: هذه آية خوطب بها جميع العالم، والموعظة: القرآن؛ لأن الوعظ إنما هو بقول يأمر بالمعروف ويزجر ويرقق ويوعد ويعد، وهذه صفة الكتاب العزيز. فما في القرآن من الأوامر والنواهي داع إلى كل مرغوب وزاجر عن كل مرهوب.
وتأكيداً على أهمية هذه الموعظة نسبها الله تعالى إليه (مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) لبيان قيمتها وأهميتها، وحث البشر على الاحتفاء بها .. وما ألطف الله تعالى حين عبر عن ذلك بلفظ الربوبية وليس بلفظ الألوهية؛ وذلك لتحبيب قارئ القرآن في مواعظه، وحمله على قبولها (مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) وذلك أن الرب هو من خلق الإنسان الموعوظ، وصوره في أحسن صوره، وأغدق عليه من رزقه، ودفع عنه ما يضره، وعلمه ما ينفعه، فمن أسدى هذا الخير للإنسان، فحري به أن يكون رحيما به، محسنا إليه، فإذا وعظه فإنما يعظه لمصلحته بدفعه إلى ما ينفعه، ورده عما يضره.