(فَزَادَهُمْ إِيمَاناً) أي: أن هذا القول الذي قاله المثبطون، زاد المؤمنين إيماناً على إيمانهم، ويقيناً على يقينهم، وثباتاً على ثباتهم، وجعلهم
يقولون للمرجفين بثقة واطمئنان:(حَسْبُنَا اللَّهُ) أي كافينا اللّه أمر أعدائنا (وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) أي نعم النصير خالقنا عز وجل فهو الموكول إليه أمرنا ومصيرنا.
وقولهم هذا يدل دلالة واضحة على قوة إيمانهم، وشدة ثقتهم في نصر اللّه تعالى لهم، مهما كثر عدد أعدائهم، ومهما تعددت مظاهر قوتهم.
فالمؤمن عند المحن يزداد لإيماناً.
قال تعالى (وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً).
قال صاحب الكشاف: فإن قلت: كيف زادهم نعيم أو مقوله إيماناً؟ قلت: لما لم يسمعوا قوله وأخلصوا عنده النية والعزم على الجهاد، وأظهروا حمية الإسلام، كان ذلك أثبت ليقينهم، وأقوى لاعتقادهم، كما يزداد الإيقان بتناصر الحجج. ولأن خروجهم على أثر تثبيطه إلى جهة العدو طاعة عظيمة، والطاعات من جملة الإيمان، لأن الإيمان اعتقاد وإقرار وعمل.
• وفي الآية دليل على أن الإيمان يزيد وينقص.
قال تعالى (وإذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً).
وقال تعالى (وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً).
وقال تعالى (فزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).