قال ابن القيم معلقاً: وهذا لأن الفكرة عمل القلب، والعبادة عمل الجوارح، والقلبُ أشرف من الجوارح، فكان عمله أشرف من عمل الجوارح، وأيضاً فالتفكر يوقع صاحبه من الإيمان على ما لا يوقعه العمل المجرد.
وقال ابن الجوزي: همة المؤمن متعلقةٌ بالآخرة، فكل ما في الدنيا يحرّكه إلى ذكر الآخرة، وكل من شغله شيء فهمته شغله.
ألا ترى أنه لو دخل أرباب الصنائع إلى دار معمورة رأيت البزاز ينظر إلى الفرش ويحزر قيمته، والنجار إلى السقف، والبناء إلى الحيطان، والحائك إلى النسيج المخيط.
والمؤمن إذا رأى ظلمة ذكر ظلمة القبر، وإن رأى مؤلماً ذكر العقاب، وإن سمع صوتاً فظيعاً ذكر نفخة الصور، وإن رأى الناس نياماً ذكر الموتى في القبور، وإن رأى لذة ذكر الجنة، فهمته متعلقة بما ثم، وذلك يشغله عن كل ما تم.
قال بعض الحكماء: أحْي قلبك بالمواعظ، ونوّره بالفكر، وموِّته بالزهد، وقوِّه باليقين، وذلله بالموت، وقرّره بالفناء، وبصِّره فجائع الدنيا.
سئل أعرابي عن دليل على وجود الله فقال: سبحان الله! سماءٌ ذات أبراج، وأرضٌ ذات فجاج، وبحارٌ ذاتُ أمواج، ألا يدل ذلك على وجود اللطيف الخبير!!
قال ابن القيم: أنفع الدواء أن تشغل نفسك بالفكر فيما يعنيك دون ما لا يعنيك
(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً) أي: ما خلقت هذا الخلق عبثاً، بل لتجزي الذين أساؤوا بما عملوا، وتجزي الذين أحسنوا بالحسنى.
(سُبْحَانَكَ) تنزيهاً لك يا رب أن تخلق شيئاً باطلاً.
قال تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ.
وقال تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ).