• قال ابن القيم: إذا غذي القلب بالتذكر، وسقيَ بالتفكر، ونُقي من الدغل، رأى العجائب وألهم الحكمة.
• وقال رحمه الله: معرفة الله سبحانه نوعان: الأول: معرفة إقرار وهي التي اشترك فيها الناس البر والفاجر والمطيع والعاصي. والثاني: معرفة توجب الحياء منه والمحبة له وتعلق القلب به والشوق إلى لقائه وخشيته والإنابة إليه والأنس به والفرار من الخلق إليه، وهذه هي المعرفة الخاصة الجارية على لسان القوم.
ولهذه المعرفة بابان واسعان:
الباب الأول: التفكر والتأمل في آيات القرآن كلها، والفهم الخاص عن الله ورسوله.
والباب الثاني: التفكر في آياته المشهودة وتأمل حكمته فيها وقدرته ولطفه وإحسانه وعدله وقيامه بالقسط.
وقال رحمه الله: والتذكر والتفكر منزلان يثمران أنواع المعارف، وحقائق الإيمان والإحسان، والعارف لا يزال يعود بتفكره على التذكرة، وبتذكره على تفكره، حتى يفتح قفل قلبه بإذن الفتاح العليم.
سئلت أم ذر عن عبادة أبي ذر فقالت: التفكر والاعتبار.
وقال الحسن: تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
وقال: من لم يكن كلامه حكمة فهو لغو، ومن لم يكن سكوته فكراً فهو سهو، ومن لم يكن نظره اعتباراً فهو لهو.
وقال الفضيل: الفكرة مرآةُ تريك حسناتِك وسيئاتِك.
وقال ابنُ بَطَّال: إن الإنسان إذا كَمُل إيمانه، وكَثُر تفكُّره، كان الغالِبُ علَيْه الإشفاقَ والخَوْف.
وقال وهب بن منبه: ما طالت فكرة امرئٍ قط إلا علِم، وما علِم امرؤ قط إلا عمِل.
وقال عمر بن عبد العزيز: الكلام بذكر الله حسن، والفكرةُ في نِعم الله أفضل العبادة.
وقال بشر: لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى ما عصوه قط.
وقال ابن عباس: ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلبُ ساهٍ.
بينما أبو شريح يمشي يوماً إذ جلس، ثم بكى بكاء شديداً، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: تفكرت في ذهاب عمري، وقلة عملي، واقتراب أجلي.
وقال الشافعي: استعينوا على الكلام بالصمت، وعلى الاستنباط بالفكرة.