للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويؤيده سبب النزول: فعن أبي سعيد (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم حنين بعث جيشاً إلى أوطاس، فلقوا عدوهم فقاتلوا فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبابا، فكأن ناساً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحرجوا من غشيانهم من أجل أزواجهن المشركين، فأنزل الله في ذلك (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) رواه مسلم.

• وسمي الزواج إحصاناً، لأن كلاً من الزوجين يحصن صاحبه، كما قال -صلى الله عليه وسلم- (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة … فإنه أحصن للفرج).

(إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) أي: حرمت عليكم المحصنات من النساء وهن زوجات الغير أو معتداتهم إلا اللائي ملكتموهن بطريق السبي من الكفار، فإنه ينفسخ نكاحهن من أزواجهن الكفار، ويحل لكم وطؤهن بعد استبراهن.

• قوله تعالى (إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) استثناء من تحريم نكاح ذوات الأزواج والمراد به: النساء المسبيات اللاتي أصابهن السبي ولهن أزواج في دار الحرب، فانه يحل لمالكهن وطؤهن بعد الاستبراء، لارتفاع النكاح بينهن وبين أزواجهن بمجرد السبي، أو بسبيهن وحدهن دون أزواجهن.

أي: وحرم اللّه تعالى عليكم نكاح ذوات الأزواج من النساء، إلا ما ملكتموهن بسبي، فسباؤكم لهن هادم لنكاحهن السابق في دار الكفر، ومبيح لكم نكاحهن بعد استبرائهن.

• قال في التسهيل: قوله تعالى (إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أيمانكم) يريد السبايا في أشهر الأقوال، والاستثناء متصل، والمعنى: أن المرأة الكافرة إذا كان لها زوج، ثم سبيت: جاز لمن ملكها من المسلمين أن يطأها، وسبب ذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث جيشاً إلى أوطاس، فأصابوا سبايا من العدوّ لهنّ أزواج من المشركين، فتأثم المسلمون من غشيانهنّ، فنزلت الآية مبيحة لذلك.

(كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ) أي: هذا التحريم كتاب كتبه الله عليكم، فالزموا كتابه.

(وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ) أي: وأحل لكم نكاح ما سوى المحرمات السابقة.

• معنى (ما وراء) أي سوى وعدا. (ذلكم) الإشارة للمحرمات السابقة.

• ويخص من هذا العموم الجمع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>