(وَابْنِ السَّبِيلِ) أي: وأحسنوا إلى ابن السبيل، وهو المسافر، وسمي المسافر ابن سبيل لملازمته له.
• فابن السبيل له حق على المقيمين أن يحسنوا إليه في سفره بمساعدته بما يحتاج إليه من مال أو دلالة أو تسهيل مهمة.
• قال القرطبي: قوله تعالى (وابن السبيل) قال مجاهد: هو الذي يجتاز بك مارّاً.
والسبيل الطريق، فنُسِب المسافر إليه لمروره عليه ولزومه إياه، ومن الإحسان إليه إعطاؤه وإرفاقه وهدايته ورشده.
• وقال الطبري: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم: ابن السبيل هو المسافر الذي يجتاز مارًا، وقال آخرون: هو الضيف.
والصواب من القول في ذلك: أن (ابن السبيل) هو صاحب الطريق، والسبيل: هو الطريق، وابنه: صاحبه الضاربُ فيه فله الحق على من مرّ به محتاجًا منقطَعًا به، إذا كان سفره في غير معصية الله، أن يعينه إن احتاج إلى معونة، ويضيفه إن احتاج إلى ضيافة، وأن يحمله إن احتاج إلى حُمْلان.
• قال ابن عاشور: والوصاية به لأنّه ضعيف الحيلة، قليل النصير، إذ لا يهتدي إلى أحوال قوم غير قومه، وبلد غير بلده.
(وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) أي: وأحسنوا إلى ما ملكت أيمانكم من بني آدم من الأرقاء ومن الحيوان.
• قال الرازي: واعلم أن الإحسان إليهم من وجوه:
أحدها: أن لا يكلفهم ما لا طاقة لهم به.
وثانيها: أن لا يؤذيهم بالكلام الخشن بل يعاشرهم معاشرة حسنة،
وثالثها: أن يعطيهم من الطعام والكسوة ما يحتاجون إليه.
وكانوا في الجاهلية يسيئون إلى المملوك فيكلفون الإماء البغاء، وهو الكسب بفروجهن وبضوعهن.