• وموسى هو ابن عمران، أفضل أنبياء بني إسرائيل، وأحد أولي العزم من الرسل، وهو كليم الرحمن.
(وَالْفُرْقَانَ) أي وأعطيناه الفرقان، وقد اختلف العلماء في المراد فيه:
فقيل: الفرقان انفراق البحر له حتى صار فرقاً فعبروا، وهذا بعيد.
وقيل: إن الواو زائدة، والمعنى: آتينا موسى الكتاب الفرقان.
وقيل: الفرقان هو الكتاب (التوراة)، عطف عليه وإن كان المعنى واحداً، ويكون ذلك من قبيل عطف الأوصاف والموصوف واحداً، كما في قوله تعالى (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى).
وقيل: إن الفرقان الذي آتاه موسى هو الكتاب الذي فرق به بين الحق والباطل، وهو نعت للتوراة وصفة لها، فيكون تأويل
الآية حينئذ: وإذا آتينا موسى التوراة التي كتبناها له في الألواح وفرقنا بها بين الحق والباطل، ورجحه الطبري.
وقيل: في الآية مضمر، ومعناه: وآتينا موسى الكتاب يعني التوراة، وأعطينا محمداً الفرقان، فكأنه خاطبهم فقال: قد أعطيناكم علم موسى وعلم محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلم سائر الأنبياء.
(لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) أي لكي تهتدوا بالتدبر فيها والعمل بما فيها من أحكام.