وقال -صلى الله عليه وسلم- (أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله) رواه الترمذي.
(رَبِّ الْعَالَمِينَ)) الرب هو المالك المتصرف المعبود المدبر لشؤون خلقه المربي لهم بالنعم الظاهرة والباطنة.
قال الشيخ السعدي رحمه الله: وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة:
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين، ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكملهم، ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير، والعصمة من كل شر.
• العالمين: اختلف ما المراد بالعالمين على أقوال:
قيل: كل موجود سوى الله، وهذا قول قتادة ورجحه القرطبي وابن كثير.
وقيل: أهل كل زمان عالم لقوله تعالى (أتأتون الذكران من العالمين) أي من الناس.
وقيل: الجن والإنس، لقوله تعالى (ليكون للعالمين نذيراً).
وقيل: العالَم عبارة عما يعقل وهم الإنس والجن والملائكة والشياطين.
والصحيح الأول، لأنه شامل لكل مخلوق وموجود، ودليله قوله تعالى (قال فرعون وما رب العالمين. قال رب السموات والأرض وما بينهما).
• العالمين: جمع عالَم:
قيل: مأخوذ من العَلامة، لأنهم عَلمٌ على خالقهِم وصانعهم، وهذا هو الصحيح.
فإن هذا الخلق في كل فرد منه، وفي كل جزء منه، آية تدل على وحدانية الله وعلى عظمته وعلى انفراده بالملك.
قال الشاعر:
فوا عجباً كيف يُعصى الإلهُ … أم كيف يجحده الجاحدُ
وفي كل شيءٍ له آيةٌ … تدل على أنه واحدُ