• قال الشنقيطي: لم يبين هنا مقصودهم بقولهم (ما هي) إلا أن جواب سؤالهم دل على أن مرادهم بقولهم في الموضع الأول (ما هي) أي ما سنها.
• قال القرطبي: هذا تعنيت منهم وقلّة طواعية؛ ولو امتثلوا الأمر وذبحوا أيّ بقرة كانت لحصل المقصود، لكنهم شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم، قاله ابن عباس وأبو العالية وغيرهما.
(قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ) أي: لا كبيرة هرِمَة، ولا صغيرة لم يلْقَحْها الفحل.
(عَوَانٌ بَيْنَ ذلِكَ) أي وسط بين الكبيرة والصغيرة.
(فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ) أي افعلوا ما أمركم به ربكم ولا تتعنتوا ولا تشددوا فيشدد الله عليكم.
• قال القرطبي: (فافعلوا مَا تُؤْمَرونَ) تجديد للأمر وتأكيد وتنبيه على ترك التعنّت فما تركوه.
وهذا يدل على أن مقتضى الأمر الوجوب كما تقوله الفقهاء؛ وهو الصحيح على ما هو مذكور في أصول الفقه.
(قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ) أي إنها بقرة صفراء شديدة الصفرة، ولذلك أكد صفرتها بقوله:
(فَاقِعٌ لَّوْنُهَا) شديدة الصفرة.
• قال ابن عاشور: سألوا بـ (ما) عن ماهية اللون وجنسه لأنه ثاني شيء تتعلق به أغراض الراغبين في الحيوان.
وما ذهب إليه بعض العلماء من أن المراد بالصفرة (السواد) مردود من وجهين:
أحدهما: أنه أكّد الصفرة بقوله (فاقع لونها) والفقوع لا يوصف به إلا الصفرة الخالصة تماماً.
ثانيهما: أن العرب لا تُطلق الصفرة وتريد السواد إلا في الإبل خاصة دون غيرها.
• قال الماوردي: حُكِيَ عن الحسن البصري، أن المراد بقوله صفراء، أي سوداء شديدة السواد، وقال سائر المفسرين: إنها صفراء اللون، من الصفرة المعروفة، وهو أصح، لأنه الظاهر، ولأنه قال (فَاقِعٌ لَّوْنُهَا) والفاقع من صفات الصفرة، وليس يوصف السواد بذلك، وإنما يقال: أسود حالكٌ، وأحمر قانٍ، وأبيضُ ناصعٌ، وأخضرُ ناضرٌ، وأصفرُ فاقعٌ.
(تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) تعجب الناظرين.
(قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا) أي لكثرتها، فميّز لنا هذه البقرة ووصفها وجلِّها لنا.