• قال الآلوسي:(إِنَّ البقر تشابه عَلَيْنَا) تعليل لقوله تعالى (ادع) كما في قوله تعالى (صَلّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صلاتك سَكَنٌ لَّهُمْ) وهو اعتذار لتكرير السؤال أي إن البقر الموصوف بما ذكر كثير فاشتبه علينا، والتشابه مشهور في البقر، وفي الحديث (فتن كوجوه البقر) أي يشبه بعضها بعضاً.
(وَإِنَّآ إِن شَآءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ) إذا بينتها لنا، وقد جاء في حديث مرفوع (لولا أن بني إسرائيل قالوا: وإنا إن شاء الله لمهتدون، لما أعطوا، ولكن استثنوا).
• قال ابن عاشور: وقولهم (وإنا إن شاء الله لمهتدون) تنشيط لموسى ووعد له بالامتثال لينشط إلى دعاء ربه بالبيان ولتندفع عنه سآمة مراجعتهم التي ظهرت بوارقها في قوله (فافعلوا ما تؤمرون) ولإظهار حسن المقصد من كثرة السؤال وأن ليس قصدهم الإعنات، تفادياً من غضب موسى عليهم، والتعليق بـ (إن شاء الله) للتأدب مع الله في رد الأمر إليه في طلب حصول الخير.
(قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ) أي إنها ليست مذللة بالحراثة ولا معدة للسقي في الساقية، بل هي مكرمة حسنة.
(مُسَلَّمَةٌ) أي لا عيب فيها، ليس فيها عرج ولا عور ولا كسر قرن.
(لاَّ شِيَةَ فِيهَا) أي ليس فيها لون غير لونها.
• قال ابن كثير: وقد زعم بعضهم أن المعنى في ذلك قوله تعالى (إنها بقرة لا ذلول) ليست بمذللة بالعمل، ثم استأنف فقال (تثير الأرض) أي يعمل عليها بالحراثة، لكنها لا تسقي الحرث، وهذا ضعيف لأنه فسر الذلول التي لم تذلل بالعمل بأنها لا تثير الأرض ولا تسقي الحرث، كذا قرره القرطبي.
(قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) أي: الآن بينت لنا.
• قال ابن القيم: من أقبح جهلهم وظلمهم قولهم لنبيهم (قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) فإن أرادوا بذلك: أنك لم تأت بالحق قبل ذلك في أمر البقرة، فتلك ردةٌ وكفر ظاهر، وإن أرادوا: إنك الآن بيّنت لنا البيان التام في تعيين البقرة المأمور بذبحها فذلك جهل ظاهر، فإن البيان قد حصل بقوله (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة).
(فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ) عن ابن عباس: كادوا أن لا يفعلوا ولم يكن ذلك الذي أرادوا، لأنهم أرادوا أن لا يذبحوها.