• قال ابن عاشور: والبشرى الإخبار بحصول أمر سار أو بترقب حصوله، فالقرآن بشر المؤمنين بأنهم على هدى وكمال ورضى من الله تعالى وبشرهم بأن الله سيؤتيهم خير الدنيا وخير الآخرة.
• وقال رحمه الله: فقد حصل من الأوصاف الخمسة للقرآن وهي أنه منزل من عند الله بإذن الله، وأنه منزل على قلب الرسول، وأنه مصدق لما سبقه من الكتب، وأنه هاد أبلغ هدى، وأنه بشرى للمؤمنين، الثناء على القرآن بكرم الأصل وكرم المقر وكرم الفئة ومفيض الخير على أتباعه الأخيار خيراً عاجلاً وواعد لهم بعاقبة الخير.
(مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ … ) يقول تعالى: من عاداني وملائكتي ورسلي؛ ورسله تشمل رسله من الملائكة والبشر كما قال تعالى:(اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ).
• قوله تعالى (وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ) هذا من باب عطف الخاص على العام، فإنهما دخلا في الملائكة في عموم الرسل، ثم خُصِّصَا بالذكر، لأن السياق في الانتصار لجبرائيل وهو السفير بين الله وبين أنبيائه، وقرن معه ميكائيل في اللفظ؛ لأن اليهود زعموا أن جبرائيل عدوهم، وميكائيل وليهم، فأعلمهم الله أن من عادى واحداً منهما فقد عادى الآخر وعادى الله أيضاً.
وقيل: خُصا بالذكر تشريفاً لهما وبياناً لفضلهما.
• قال الماوردى: فإن قيل: فلم قال (مَن كَانَ عَدُوَّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌ لِلْكَافِرِينَ) وقد دخل جبريل وميكائيل في عموم الملائكة فلِمَ خصهما بالذكر؟ فعنه جوابان:
أحدهما: أنهما خُصَّا بالذكر تشريفاً لهما وتمييزاً.
والثاني: أن اليهود لما قالوا جبريل عدوّنا، وميكائيل ولينا، خُصَّا بالذكر، لأن اليهود تزعم أنهم ليسوا بأعداء لله وملائكته، لأن جبريل وميكائيل مخصوصان من جملة الملائكة، فنص عليهما لإبطال ما يتأولونه من التخصيص.
وقال ابن عاشور: وخُص جبريل بالذكر هنا لزيادة الاهتمام بعقاب معاديه