• قال ابن القيم: أي علموا من أخذ السحر وقَبِلَه لا نصيب له في الآخرة، ومع هذا العلم والمعرفة فهم يشترون به ويقبلونه ويتعلمونه.
• وهذا ديدن اليهود، ترك الحق بعد معرفته كما قال تعالى (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)، ولهذا وصفوا بالمغضوب عليهم في القرآن الكريم في مواضع عديدة كما قال تعالى (غير المغضوب عليهم).
(وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) قال ابن كثير: أي: ولبئس البديل ما استبدلوا به من السحر عوضاً عن الإيمان ومتابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لو كان لهم علم بما وعظوا به.
وقيل: ولبئس ما شروا: أي بايعوا أنفسهم واختاره ابن جرير حيث قال: معنى (شروا) باعوا، فمعنى الكلام إذاً: ولبئس ما باع به نفسه من تعلّم السحر لو كان يعلم سوء عاقبتهِ.
• والضمير في قوله (به) يعود إلى السحر.
فباعوا أنفسهم بثمن حقير قبيح زهيد وهو السحر، فخسروا أنفسهم وخسروا دينهم ودنياهم وأخراهم.
• قوله تعالى (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) أي: علماً ينفعهم، فهم لم ينتفعوا بالعلم فلذلك نفيَ عنهم العلم، والإنسان إذا لم ينتفع بعلمه فكأنه ما علِمَه.
(وَلَوْ أَنَّهُمْ) أي: هؤلاء الذين اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وتعلموا السحر واعتاضوا به عن الإيمان من اليهود وغيرهم.
(آمَنُوا) فصدقوا بقلوبهم وألسنتهم وانقادوا بجوارحهم لفعل ما أمرهم الله به.
(وَاتَّقَوْا) ربهم فخافوه، واجتنبوا نواهيه من السحر وغيره، وخافوا عقابه.