ورجحه أيضاً ابن الجوزي في زاد المسير فقال: والقول الثالث: الحجر، قاله سعيد بن جبير، وهو الأصح.
قال عمر بن الخطاب: قلت: يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلّى، فنزلت.
ورجحه أيضاً الشوكاني وقال: والأحاديث الصحيحة تدل على أن مقام إبراهيم هو: الحجر الذي كان إبراهيم يقوم عليه لبناء الكعبة لما ارتفع الجدار، أتاه إسماعيل به ليقوم فوقه، كما في البخاري من حديث ابن عباس، وهو: الذي كان ملصقاً بجدار الكعبة، وأوّل من نقله عمر بن الخطاب كما أخرجه عبد الرزاق، والبيهقي، بإسناد صحيح.
ورجح هذا القول أيضاً الرازي واحتج له بوجوه:
الأول: ما روى جابر أنه -عليه السلام- لما فرغ من الطواف أتى المقام وتلا قوله تعالى (واتخذوا مِن مَّقَامِ إبراهيم مُصَلًّى) فقراءة هذه اللفظة عند ذلك الموضع تدل على أن المراد من هذه اللفظة هو ذلك الموضع ظاهر.
وثانيها: أن هذا الاسم في العرف مختص بذلك الموضع، والدليل عليه أن سائلاً لو سأل المكي بمكة عن مقام إبراهيم لم يجبه ولم يفهم منه إلا هذا الموضع. ثم ذكر بقية الأوجه.
(وَعَهِدْنَا إلى إبراهيم) قيل معناه: أمرنا، وقيل: أوحينا إلى إبراهيم.
(وَإِسْمَاعِيلَ) أي: وولده إسماعيل.
إسماعيل هو أكبر أولاد إبراهيم، وهو من سريته هاجر، وقد أبقاهما -عليه السلام- في هذا المكان (مكة) أي أبقى إسماعيل وأمه في هذا المكان حتى شب وكبر وأتاه الأولاد الذين هم العرب المستعربة، فكان إسماعيل مع أبيه في هذا المكان، فأمر الله عز وجل أن يطهر بيته للطائفين والعاكفين والركع السجود.
• إسماعيل هو الذبيح، وقد ادعت اليهود أن الذبيح هو إسحاق، وقالوا: إنه مكتوب في التوراة أن الله قال لإبراهيم: اذبح ولدك وبكرك ووحيدك إسحاق، وقد رد ابن القيم هذه اللفظة (إسحاق) وبأنها من زيادة اليهود، وبين بطلانها من عشرة أوجه.
(أنْ طَهِّرَا بيتي) وتطهير البيت ينقسم إلى قسمين: تطهير معنوي، وتطهير حسي.