أما التطهير المعنوي: بأن يطهر من الشرك والمعاصي، وذلك لأن الشرك نجاسة.
والطهارة الحسية: أن يطهر من الأقذار، من البول والغائط والدم وما أشبه ذلك من الأشياء النجسة، فالواجب أن يطهر منها، فهذا الحكم - أعني التطهير من النجاسة - ثابت للمسجد الحرام ولغيره من المساجد، ولهذا لما بال الأعرابي في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذنوب من ماء فأهريق عليه.
فان قيل: لم يكن هناك بيت؛ فما معنى أمرهما بتطهيره؟ فعنه جوابان:
أحدهما: أنه كانت هناك أصنام، فأمرا بإخراجها، قاله عكرمة.
والثاني: أن معناه: ابنياه مطهراً. (زاد المسير).
قال السعدي: وأضاف الباري البيتَ إليه لفوائد:
منها: أن ذلك يقتضي شدة اهتمام إبراهيم وإسماعيل بتطهيره، لكونه بيت الله، فيبذلان جهدهما، ويستفرغان وسعهما في ذلك.
ومنها: أن الإضافة تقتضي التشريف والإكرام، ففي ضمنها أمر عباده بتعظيمه وتكريمه.
ومنها: أن هذه الإضافة هي السبب الجاذب للقلوب إليه. [تفسير السعدي: ٦٦].
فإن قيل: لم يكن هناك بيت؛ فما معنى أمرهما بتطهيره؟
فعنه جوابان:
أحدهما: أنه كانت هناك أصنام، فأمرا بإخراجها، قاله عكرمة.
والثاني: أن معناه: ابنياه مطهراً. [زاد المسير: ١/ ٤٢١].
وقال الرازي: إن المفسرين ذكروا وجوهاً:
أحدها: أن معنى (طَهّرَا بَيْتِيَ) ابنياه وطهراه من الشرك وأسساه على التقوى، كقوله تعالى (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ على تقوى مِنَ اللَّهِ).
وثانيها: عرفا الناس أن بيتي طهرة لهم متى حجوه وزاروه وأقاموا به، ومجازه: اجعلاه طاهراً عندهم، كما يقال: الشافعي -رضي الله عنه- يطهر هذا، وأبو حنيفة ينجسه.