كما في الحديث (قال الله: إني حرمت الظلم وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا) رواه مسلم.
وقال -صلى الله عليه وسلم- في خطبته في حجة الوداع (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا) متفق عليه.
وعن ابن عمر. قال: قال -صلى الله عليه وسلم- (الظلم ظلمات يوم القيامة) متفق عليه.
(إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ) أي: حين يرون العذاب.
• والرؤية هنا بصرية (على قراءة فتح الياء: يَرون)، أي: بأبصارهم.
والمعنى: لو يرى الذين ظلموا في الدنيا عذاب الآخرة لعلموا حين يرونه أن القوة لله جميعاً.
(أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) أي: أن الحكم له وحده لا شريك له، وأن جميع الأشياء تحت قهره وغلبته وسلطانه.
(وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) أي: قوي العقوبة.
(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا) أي: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا) تبرأ الذين عُبدوا من دون الله كالأوثان والملائكة والجن والشيطان والرؤساء وعيسى -عليه السلام-، فكل من عُبِد من دون الله يتبرأ من عابديه (مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا) أي: من أتباعهم.
فالملائكة تتبرأ: كما قال تعالى (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ).
وكذلك الشيطان يتبرأ من تابعيه: كما قال تعالى عنه (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
وكذلك الأوثان تتبرأ من عابديها: قال تعالى (وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ).
والجن تتبرأ منهم وينتصلون من عبادتهم لهم: كما قال تعالى (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ. وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ). [بعض العلماء حمل هذه الآية على أن المعبودين من دون الله هم الجن].