(وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَاب) أي: تقطعت بهم الحيَل وأسباب الخلاص ولم يجدوا عن النار معدلاً ولا مصرفاً.
(وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا) أي: لو أن لنا عودة إلى الدار الدنيا حتى نتبرأ من هؤلاء ومن عبادتهم، فلا نلتفت إليهم بل نوحد الله وحده بالعبادة، وهم كاذبون في هذا كما قال تعالى (ولَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُون).
(كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ) أي: أنه تعالى كما أراهم شدة عذابه، كذلك يريهم أعمالهم حسرات عليهم، أي: كذلك يري الله الكافرين أعمالهم الخبيثة حسرات عليهم، لِمَ عملوا بها؟ وهلاّ عملوا بغيرها؟ فندموا على ما فرط منهم من أعمالهم الرديئة إذ رأوا جزاءها من الله وعقابها، لأن الله أخبر أنه يريهم أعمالهم ندماً عليهم. [تفسير الطبري: ٢/ ٩١]