للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• سؤال: لم قدَّم قوله (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ) على (وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)؟

الجواب: قدَّم قوله (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ) على (وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) تنبيهاً على ظهور احتياج الرجل للمرأة وعدم صبره عنها؛ ولأنَّه هو البادئُ بطلب ذلك، وكنى باللباس عن شِدَّةِ المخالطة.

(عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ) إن قال قائل: ما هذه الخيانة التي كان القوم يختانون أنفسهم التي تاب الله فيها عليهم فعفا عنهم؟

قيل: كانت خيانتهم أنفسهم التي ذكرها الله في شيئين: الجماع، والمطعم والمشرب في الوقت الذي كان حراماً ذلك عليهم.

• قال بعضهم: (تختانون) من الخيانة، أي تخونون أنفسكم بمخالفة الأمر وترك الوقاية.

(فَتَابَ عَلَيْكُمْ … ) أي: تاب عليكم مما وقع منكم من الخيانة لأنفسكم، وتاب عليكم أيضاً بالتوسعة لكم، والتخفيف عنكم بنسخ المنع من الجماع والأكل والشرب بعد النوم، أو بعد صلاة العشاء ليالي الصيام بإباحة ذلك.

والنسخ إلى أخف توبة من الله على عباده، كما قال تعالى في نسخ وجوب الصدقة بين يدي مناجاة الرسول (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ).

وكما قال تعالى في نسخ وجوب قيام الليل إلى استحبابه كما قال تعالى (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ).

(وَعَفَا عَنْكُمْ) أي: تجاوز عن عقوبتكم.

(فَالْآنَ) فالآن بعد هذه الرخصة والسعة من الله

(بَاشِرُوهُنَّ) وطئاً وقبلة ولمساً وغير ذلك.

• وسمي الجماع مباشرة لالتقاء البشرتين فيه، بشرة المرأة وبشرة الرجل.

(وَابْتَغُوا) أي: اطلبوا.

(مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ) أي: واطلبوا ما كتب الله لكم.

اختلف العلماء في المراد من ذلك:

قال بعضهم: الولد.

قاله أبو هريرة وابن عباس وأنس وشريح والقاضي ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعطاء والربيع بن أنس والسدي وزيد بن أسلم والحكم بن عتبة ومقاتل بن حيان والحسن البصري والضحاك وقتادة وغيرهم.

وقال بعضهم: ليلة القدر.

وقال بعضهم: الجماع.

<<  <  ج: ص:  >  >>