وقال تعالى (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً).
(وَتَزَوَّدُوا) أي: تزودكم في سفركم إلى الحج بما تحتاجونه من مال ومأكل ومشرب وأثاث وغير ذلك، لأن الواجب على الإنسان أن يستغني بما آتاه الله عما في أيدي الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
عن عكرمة عن ابن عباس قال (كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل الله (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) رواه البخاري.
• قال في التسهيل:(وَتَزَوَّدُواْ) قيل: احملوا زاداً في السفر، وقيل: تزوّدوا للآخرة بالتقوى، وهو الأرجح لما بعده.
• وقال الشوكاني: قوله (وَتَزَوَّدُواْ) فيه الأمر باتخاذ الزاد؛ لأن بعض العرب كانوا يقولون كيف نحجّ بيت ربنا، ولا يطعمنا؟ فكانوا يحجون بلا زاد، ويقولون: نحن متوكلون على الله سبحانه، وقيل: المعنى تزوّدوا لمعادكم من الأعمال الصالحة (فَإِنَّ خَيْرَ الزاد التقوى) والأوّل أرجح كما يدل على ذلك سبب نزول الآية.