للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• فالفتنة في الدين بالكفر والشرك والصد عن ين الله، أعظم وأشد من القتل، لأن غاية القتل أن يموت الإنسان فيخسر الحياة الدنيا، أما الشرك والصد عن ين الله ففيه خسارة الدارين، الدنيا والآخرة - ولهذا توعد الله الذين يفتنون الناس ويصدونهم عن دينهم بعذاب جهنم وعذاب الحريق.

(وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) ابتداء خبر من الله تعالى، وتحذير منه للمؤمنين من شرّ الكفرة، أي: ولا يزال هؤلاء الكفار جاهدين في قتالكم حتى يرجعوكم إلى الكفر والضلال.

• قال أبو حيان: وهذا إخبار من الله للمؤمنين بفرط عداوة الكفار، ومباينتهم لهم، ودوام تلك العداوة، وأن قتالهم إياكم معلق بإمكان ذلك منهم لكم، وقدرتهم على ذلك.

كما قال تعالى (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً).

وقال تعالى (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ).

وقال تعالى (وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ)

وقال تعالى (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً).

وقال تعالى (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ … ).

• قال ابن عاشور: قوله (إن استطاعوا) تعريض بأنهم لا يستطيعون رد المسلمين عن دينهم.

(وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) أي: ومن يرجع منكم عن دينه إلى الكفر.

(فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ) ثم يستمر حتى الموت.

(فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) أي: بطلت واضمحلت أعمالهم الصالحة في الدنيا والآخرة.

• قال ابن عاشور: وحَبَطُ الأعمال: زوال آثارها المجعولة مرتبة عليها شرعاً، فيشمل آثارها في الدنيا والثواب في الآخرة وهو سر قوله (في الدنيا والآخرة).

<<  <  ج: ص:  >  >>