والآية على كلا الوجهين ابتداء وعظ لجميع الناس، وفي ضمن ذلك توبيخٌ لمعاصري محمد -صلى الله عليه وسلم- من اليهود وغيرهِم.
• وقال في التسهيل: ولا تعارض بينهما فتزيين الله بالإيجاد والتهيئة للانتفاع، وإنشاء الجبلة على الميل إلى الدنيا، وتزيين الشيطان بالوسوسة والخديعة.
• قال ابن عاشور: والتزيين تصيير الشيء زينا أي حسناً، فهو تحسين الشيء المحتاج إلى التحسين، وإزالة ما يعتريه من القبح أو التشويه، ولذلك سمي الحلاق مزيناً.
• وقال امرؤ القيس: الحرب أول ما تكون فتية … تسعى بزينتها لكل جهول
(حُبُّ الشَّهَوَاتِ) الشهوة: ما تدعو النفس إليه وتشتهيه.
• قال الشوكاني: والمراد بالناس: الجنس. والشهوات جمع شهوة، وهي نزوع النفس إلى ما تريده. والمراد هنا: المشتهيات عبر عنها بالشهوات، مبالغة في كونها مرغوباً فيها، أو تحقيراً لها؛ لكونها مسترذلة عند العقلاء من صفات الطبائع البهيمية.
• قال الثعالبي: وفي ضمن ذلك توبيخٌ، والشهواتُ ذميمةٌ، واتباعها مُرْدٍ، وطاعتها مَهْلَكَةٌ، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- (حُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، وَحُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمَكَارِهِ) فَحَسْبُكَ أَنَّ النَّارَ حُفَّتْ بِهَا، فمَنْ واقعها، خلص إِلى النَّار.
• قال صاحب الكشاف: وفي تسميتها بهذا الاسم فائدتان:
إحداهما: أنه جعل الأعيان التي ذكرها شهوات مبالغة في كونها مشتهاة محروصاً على الاستمتاع بها.
والثانية: أن الشهوة صفة مسترذلة عند الحكماء مذمومة من اتبعها شاهد على نفسه بالبهيمية، فكان المقصود من ذكر هذا اللفظ التنفير عنها.
• قال القرطبي: واتباع الشهوات مردٍ وطاعتها مهلكة، وفي صحيح مسلم (حُفِّت الجنة بالمكاره وحُفّت النار بالشهوات).
وفائدة هذا التمثيل أن الجنة لا تنال إلا بقطع مفاوز المكاره وبالصبر عليها.
وأن النار لا ينْجَى منها إلا بترك الشهوات وفِطام النفس عنها.