للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(مِنَ النِّسَاءِ) فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد.

وفتنة النساء من أعظم الفتن، وخاصة في هذه الأزمنة التي انتشرت فيها التبرج والاختلاط، وانفتح الإعلام، وأصبحت فتنة المرأة تعرض ليلاً نهاراً.

كما ثبت في الصحيح أنه، عليه السلام قال (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّساء) متفق عليه

وقال -صلى الله عليه وسلم- ( … فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم.

وقال -صلى الله عليه وسلم- (ما رأيت من ناقصات عقل ودين، أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن) متفق عليه.

ويكفي في فتنتها قوله -صلى الله عليه وسلم- (إِنَّ المَرأَةَ تُقبِلُ فِي صُورَةِ شَيطَانٍ، وَتُدبِرُ فِي صُورَةِ شَيطَان).

قَالَ الْعُلَمَاءُ: مَعنَاهُ: الْإِشَارَةُ إِلَى الهَوَى وَالدُّعَاءِ إِلَى الفِتنَةِ بِهَا، لِمَا جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي نُفُوسِ الرِّجَالِ مِنَ المَيلِ إِلَى النِّسَاءِ وَالِالتِذَاذِ بِنَظَرِهِنَّ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِن، فهِيَ شَبِيهَةٌ بِالشَّيطَانِ فِي دُعَائِهِ إِلَى الشَّرِّ بِوَسوَسَتِهِ وَتَزيِينهِ لَه.

قال سَعيدُ بنُ المُسَيِّبِ رَحِمَهُ الله تَعَالَى: مَا يَئِسَ الشَّيطَانُ مِنَ شَيءٍ إلا أتَاهُ مِن قِبَلِ النِّسَاءِ.

وقال أبو صَالحٍ السَّمَّانُ رَحِمَهُ الله تَعَالَى: بَلغَنِي أنَّ أكثرَ ذُنُوبِ أهِلِ النَّارِ فِي النِّساء.

• قال الرازي: قوله تعالى (من النساء) وإنما قدمهن على الكل لأن الالتذاذ بهن أكثر والاستئناس بهن أتم ولذلك قال تعالى (خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أزواجا لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) ومما يؤكد ذلك أن العشق الشديد المفلق المهلك لا يتفق إلا في هذا النوع من الشهوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>