• وقال السعدي: هذا تقرير من الله تعالى للتوحيد بأعظم الطرق الموجبة له، وهي شهادته تعالى وشهادة خواص الخلق وهم الملائكة وأهل العلم، أما شهادته تعالى فيما أقامه من الحجج والبراهين القاطعة على توحيده، وأنه لا إله إلا هو، فنوع الأدلة في الآفاق والأنفس على هذا الأصل العظيم، ولو لم يكن في ذلك إلا أنه ما قام أحد بتوحيده إلا ونصره على المشرك الجاحد المنكر للتوحيد، وكذلك إنعامه العظيم الذي ما بالعباد من نعمة إلا منه، ولا يدفع النقم إلا هو، والخلق كلهم عاجزون عن المنافع والمضار لأنفسهم ولغيرهم، ففي هذا برهان قاطع على وجوب التوحيد وبطلان الشرك.
(وَالْمَلائِكَةُ) معطوفة على اسم الجلالة (الله) أي: وشهدت الملائكة أنه لا إله إلا هو.
(وَأُولُو الْعِلْمِ) أي: أن أصحاب العلم - الذين رزقهم الله العلم - يشهدون أيضاً بأنه لا إله إلا هو.
يشهدون بأقوالهم وبدعوتهم وبأعمالهم.
• وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام.
• قال ابن القيم: وقد فسرت شهادة أولي العلم بالإقرار وفسرت بالتبيين والإظهار.
والصحيح أنها تتضمن الأمرين فشهادتهم إقرار وإظهار وإعلام وهم شهداء الله على الناس يوم القيامة قال الله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً
وقال تعالى (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) فأخبر أنه جعلهم عدولاً خياراً ونوه بذكرهم قبل أن يوجدهم لما سبق في علمه من اتخاذه لهم شهداء يشهدون على الأمم يوم القيامة فمن لم يقم بهذه الشهادة علماً وعملاً ومعرفة وإقراراً ودعوة وتعليماً وإرشاداً فليس من شهداء الله والله المستعان.