العاشر: أنه سبحانه جعلهم مؤدين لحقه عند عباده بهذه الشهادة، فإذا أدوها فقد أدوا الحق المشهود به فثبت الحق المشهود به فوجب على الخلق الإقرار به، وكان ذلك غاية سعادتهم في معاشهم ومعادهم وكل من ناله الهدى بشهادتهم وأقر بهذا الحق بسبب شهادتهم فلهم من الأجر مثل أجره، وهذا فضل عظيم لا يدري قدره إلا الله وكذلك كل من شهد بها عن شهادتهم فلهم من الأجر مثل أجره أيضاً فهذه عشرة أوجه في هذه الآية.
(قَائِماً بِالْقِسْطِ)(قائماً) حال من لفظ الجلالة، أي: حال كونه قائماً بالقسط، أي: بالعدل.
فالله تعالى عدل في أحكامه وأفعاله.
أي: شهد الشهادة حال قيامه بالقسط، ويحتمل أنه يتصل بما بعد إلا، أي: الشهادة واقعة على الشهادة وعلى قيامه بالقسط
(لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) قيل: تأكيد لما سبق، ولم يذكر ابن كثير إلا هذا القول.
وقيل: إن الجملة الأولى وصف له تبارك وتعالى بالتوحيد، وهذه الجملة الثانية: تعليم منه تعالى لعباده أن يقولوا هذه الجملة.
(والقاعدة أن التأسيس مقدم على التوكيد).
(الْعَزِيزُ) الذي له العزة الكاملة. (وقد تقدم الكلام على هذا الاسم).
(الْحَكِيمُ) اسم من أسماء الله، متضمن للحكمة الكاملة البالغة اسم من أسماء الله متضمن لصفة الحكمة البالغة.
قال ابن جرير: هو الذي لا يدخل تدبيره خلل ولا زلل.
وقال ابن كثير: الحكيم في أفعاله وأقواله فيضع الأشياء في محالها بحكمته وعدله.
قال ابن القيم: وقد دلت العقول الصحيحة والفطر السليمة على ما دل عليه القرآن والسنة: أنه سبحانه (حكيم) لا يفعل شيئاً عبثاً ولا لغير معنى ومصلحة وحكمة هي الغاية المقصودة بالفعل، بل أفعاله سبحانه صادرة عن حكمة بالغة، لأجلها فعل كما فعل كما هي ناشئة عن أسباب بها فعل.