وقال تعالى (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً. الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) يقول تعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- يا محمد بشر المنافقين الذين يتخذون أهل الكفر بي والإلحاد في ديني أولياء، يعني أنصاراً وأخلاء من دون المؤمنين، تاركين موالاة المؤمنين معرضين عنها، يطلبون عند هؤلاء الكفار المنعة والقوة والنفوذ، وما علم أولئك السفهاء البلهاء أن العزة لله جميعاً
فبين سبحانه وتعالى أن الإيمان الحقيقي بالله وبنبيه -صلى الله عليه وسلم- محمد -صلى الله عليه وسلم- مرتبط بعدم موالاة الكفار وتوليهم، فثبوت موالاة الكفار موجب لعدم الإيمان أو نقصه.
ففي هذه الآيات أشد التهديد والوعيد وأعظم الزجر عن موالاة الكافرين.
روى الإمام أحمد عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قلت لعمر -رضي الله عنه-: لي كاتب نصراني. قال: مالك قاتلك الله، أما سمعت قول الله تعالى:(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض) ألا اتخذت حنيفاً قلت: يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه قال: (لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر (أي عرى الإيمان أوثق؟) قال: الله ورسوله أعلم، قال (الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله). رواه أحمد