وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم- (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار) متفق عليه.
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبايع أصحابه على تحقيق هذا الأصل العظيم.
فعن جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يبايع، فقلت: يا رسول الله، ابسط يدك حتى أبايعك، واشترِط عليّ فأنت أعلم، قال:(أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله، ولا يبغض إلا لله، ولا يوالي إلا لله، ولا يعادي إلا لله، وأن يحبّ ما أحبّه الله، ويبغض ما أبغضه الله.
• قوله تعالى (مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) ليس معناه يجوز موالاة الكفار اشتراكاً مع المؤمنين، وإنما المعني:
قيل: إن قوله (مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) ذُكر للإشارة إلى أن المؤمنين هم الأحق بالموالاة، وأن في موالاتهم مندوحة عن موالاة الكفار.
وقيل: أن هذا ورد على قوم والوا اليهود دون المؤمنين، فهو لبيان الصورة الواقعة من غير قصد التخصيص بها، فموالاة الكفار حرام مطلقاً.