بكثير.
وقال هارون بن عبد الله الزهري: كان الناس بالمدينة يختلفون في الشيء عن مالك فينتظرون قدوم ابن وهب حتى يسألوه عنه.
وقال الحارث بن مسكين: شهدت ابن عيينة يقول: هذا عبد الله بن وهب، شيخ أهل مصر.
وقال ابن أبي حاتم، عن أبي زرعة: نظرت في نحو ثلاثين ألفا من حديث ابن وهب بمصر وغير مصر، لا أعلم أني رأيت له حديثا لا أصل له، وهو ثقة.
وقال أبو حاتم بن حبان: جمع ابن وهب وصنف، وهو حفظ على أهل الحجاز ومصر حديثهم، وعني بجميع ما رواه من المسانيد والمقاطيع، وكان من العباد.
وقال ابن عدي: وابن وهب من أجلة الناس وثقاتهم. وحديث الحجاز ومصر يدور على رواية ابن وهب، وجمعه لهم مسندهم ومقطوعهم. وقد تفرد عن غير شيخ بالرواية، من الثقات والضعفاء، ولا أعلم له حديثا منكرا إذا حدث عنه ثقة من الثقات.
وقال يونس بن عبد الأعلى: عرض على ابن وهب القضاء فجنن نفسه ولزم بيته.
وقال حاتم بن الليث الجوهري، عن خالد بن خداش: قرئ على ابن وهب كتاب «أهوال القيامة» - يعني من تصنيفه - فخر مغشيا عليه، فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام. قال: فنرى - والله أعلم - أنه انصدع قلبه، فمات بمصر سنة سبع وتسعين ومائة.
وقال ابن يونس: حدثني أبي، عن جدي قال: سمعت ابن وهب يقول: ولدت سنة (١٢٥)، وطلبت العلم وأنا ابن (١٧) سنة.
وقال ابن يونس: وتوفي يوم الأحد لأربع بقين من شعبان.
قلت: قال ابن عبد البر: كان مولى ريحانة مولاة يزيد بن أنس الفهري.
وقال أبو عوانة في كتاب الجنائز من «صحيحه»: قال أحمد بن حنبل: في حديث ابن وهب عن ابن جريج شيء. قال أبو عوانة: صدق؛ لأنه يأتي عنه بأشياء لا يأتي بها غيره.
وقال الحارث بن مسكين: جمع ابن وهب الفقه والرواية والعبادة، ورزق من العلماء محبة وحظوة من مالك وغيره.
وقال الحارث: وما أتيته قط إلا وأنا أفيد منه خيرا، وكان يسمى ديوان العلم.
قال ابن القاسم: لو مات ابن عيينة لضربت إلى ابن وهب أكباد الإبل، ما دون العلم أحد تدوينه، وكانت المشيخة إذا رأته خضعت له.
وقال ابن سعد: عبد الله بن وهب كان كثير العلم، ثقة فيما قال: حدثنا، وكان يدلس.
وقال العجلي: مصري ثقة، صاحب سنة، رجل صالح، صاحب آثار.
وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: كان ابن وهب أفقه من ابن القاسم إلا أنه كان يمنعه الورع من الفتيا.
وعن ابن وضاح قال: كان مالك يكتب إلى عبد الله بن وهب فقيه مصر، قال: وما كتبها مالك إلى غيره. قال: ولما نعي ابن وهب إلى ابن عيينة ترحم عليه، وقال: أصيب به المسلمون عامة، وأصبت به خاصة.
قال: وقال لي س نون: كان ابن وهب قد قسم دهره أثلاثا: ثلث في الرباط، وثلث يعلم الناس، وثلث يحج.
قال: وأخبرني ثقة عن علي بن معبد قال: رأيت ابن القاسم في النوم فقلت: كيف وجدت المسائل؟ قال: أف أف! قلت: فما أحسن ما وجدت؟ قال: الرباط.
قال: ورأيت ابن وهب أحسن حالا منه.
وقال الحارث بن مسكين: أخبرني من سمع الليث يقول لابن وهب: إن كنت أجد لابني شيئا فإني أجد لك مثله.
وقال النسائي: كان يتساهل في الأخذ، ولا بأس به.
وقال في موضع آخر: ثقة، ما أعلمه روى عن الثقات حديثا منكرا.
وقال الساجي: صدوق ثقة، وكان من العباد، وكان